سياحة آمنة .. ولكنها خطيرة !
صفحة 1 من اصل 1
سياحة آمنة .. ولكنها خطيرة !
سياحة آمنة .. ولكنها خطيرة !
سياحة آمنة .. ولكنها خطيرة !
يرى الوكلاء السياحيون الروس أن الموسم السياحي الماضي لم يكن
ناجحا، فالأحداث العاصفة في الشرق الأوسط أدت إلى انخاض حاد في عدد
الراغبين بالاستجمام في الخارج. ولقد تقلص عدد بطاقات السياحة المباعة في
العام 2011 بنسبة 40 -45 % مقارنة بالعام 2010. ولكن يبدو أن الوضع في هذا
العام قد تغير نحو الأفضل، ما بعث الأمل عند خبراء صناعة السياحة في روسيا.
تقول السكرتيرة الصحفية لاتحاد صناعة السياحة الروسي إيرينا تيورينا "إن
من الصعوبة الآن التكهن بما سيكون عليه الطلب على البطاقات السياحية إلى
المنتجعات المصرية. وهذا الطلب ، بالطبع، لايقارن بما كان عليه قبل سنتين.
ومع ذلك ثمة تحسن في هذه العملية".
مشكلات مصرية
يبين
الموسم السياحي للعام الماضي أن المواطنين الروس لا بديل لديهم حتى الآن
عن الشواطئ المصرية. فالمنتجعات المصرية ، من حيث الأسعار ونوعية الخدمة،
لا تزال متفوقة على منافساتها.
يعزو خبراء الصناعة السياحية الروس
الزيادة التي طرأت على عدد السياح إلى مصر هذا العام إلى الهدوء النسبي
الذي تشهده مصر على أبواب الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها في
أيار/ مايو المقبل. وفضلا عن ذلك ، كما يلاحظ الرئيس النظير لنادي حماية
السياح رومان بوبيليوف ، فقد اقتنع الكثيريون بأن الاضطرابات في ميدان
التحرير بالقاهرة لا تمس منتجعات الغردقة وشرم الشيخ، هذا مع العلم بأن
المواطنين الروس الذين يعيشون في مصر ليسوا على درجة كبيرة من التفاؤل.
تقول مواطنة روسية تسكن في شرم الشيخ إن الجميع يشعرون بالقلق من احتمال
فوز الإسلاميين في الانتخابات الرئاسية. لقد وعد "الإخوان المسلمون" تخصيص
أقسام من الشواطئ (بلاجات) للرجال وأخرى للنساء، وهذا ما سينفر ، بالطبع،
العديد من السياح. أما أكثر من يدعو للتخوف هنا ، فهو أن لا تتمكن السلطات ا
لجديدة من التعامل مع البدو الذين يتصرفون في الآونة الأخيرة بوقاحة
ملحوظة. والمقصود بذلك الحوادث المتكررة لهجمات قبائل بدو سيناء على السياح
والمنشآت السياحية. وآخر مثال على ذلك هو المحاولة التي قام بها بعضهم
أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي للاستيلاء على مجمع "أغوا صن" السياحي
القريب من شرم الشيخ . وآنذاك لم يتسن إخراج البدو من المجمع، إلا بعد دفع
فدية كبيرة ، كما تقول الشائعات. غير أن الاشتباكات الصغيرة باتت أمرا
مألوفا في سيناء، ولو أنها لا تمس حتى الآن المنطقة السياحة باضرار جدية.
ويرى
الخبراء أن تزايد نشاط البدو مرتبط بانهيار منظومة الأمن في عهد مبارك ،
حيث كان البدو القريبون من المنطقة السياحية يحصلون على إعانات مالية من
الحكومة، كما لو أنها بدل إيجار الأرض التي تقع عليها البنية التحتية
للمنشآت السياحية. وبالإضافة إلى ذلك ، كان البدو يحصلون على مداخيل من
المشاركة في عمل القطاع السياحي. اما الآن فإن هذه المنظومة تتعرض للتفكك
لأن الحكومة تنقصها الموارد المالية والقوى اللازمة للسيطرة على الوضع في
المناطق السياحية ومنطقة الدلتا ذات الكثافة السكانية العالية.
تونس الأمل
وبالمناسبة
يمكننا القول إن تونس تقدم مثالا على أن التنبؤات المتشائمة قد لا تتحقق.
لقد كان التونسيون أول من ثار لإسقاط السلطة في بلدهم، وبذلك أرسوا الأساس
"للربيع العربي". ومع ذلك، وحتى بعد انتصار الإسلاميين التونسيين لم تتحول
تونس إلى أفغانستان من نوع ما. يلاحظ السفير الروسي لدى تونس أليكسي
بودتسيروب أن ذلك يعود إلى أن حزب النهضة ابتعد في الكثير من الأمور عن
المواقف الراديكالية السابقة. "كما لا ينبغي إغفال أن المجتمع التونسي
"متغرب" بقدر ما. وفيه طبقة وسطى ، وقوى مؤثرة قادرة على مواجهة الأصولية".
ويرى
الخبراء أن مصدر القلاقل المحتمل في تونس يتمثل فقط في العمليات الجارية
في ليبيا المجاورة، حيث بعض المناطق تعلن عن استقلالها الذاتي عن السلطة
المركزية. وتجدر الإشارة إلى أن الموسم السياحي للعام الماضي في تونس تضرر
تحديدا بسبب تدفق اللاجئين الليبيين الذين اتخذوا من تونس معبرا لهم إلى
اوروبا.
ما العمل ؟
الخبراء
الذين التقتهم الصحيفة ينصحون السياح الروس ممن قرروا الاستجمام في
المنتجعات المألوفة أن يطلعوا على القواعد التي لا بد من مراعاتها. فعلى
المسافرين للراحة في مصر الامتناع عن زيارة القاهرة، وعن إغراءات "الفرجة"
على التجمعات الحاشدة أو غيرها من الفعاليات السياسية الجماهيرية ، خاصة
وأن بوليصة التأمين السياحية لاتأخذ بالاعتبار اية اضرار قد تلحق بالسائح
نتيجة وجوده في مظاهرة سياسية على سبيل المثال. وتنصح إيرينا تيورينا
السياح المتوجهين إلى مناطق مضطربة بالاستفادة من خدمات شركات السياحة
الكبرى المعروفة التي لها خبرة طويلة في العمل.
المصدر : صحيفة "نوفيه إيزفيستيا"
الكاتب : ألينا بشيروفا ، قسطنطين نيقولايف
سياحة آمنة .. ولكنها خطيرة !
يرى الوكلاء السياحيون الروس أن الموسم السياحي الماضي لم يكن
ناجحا، فالأحداث العاصفة في الشرق الأوسط أدت إلى انخاض حاد في عدد
الراغبين بالاستجمام في الخارج. ولقد تقلص عدد بطاقات السياحة المباعة في
العام 2011 بنسبة 40 -45 % مقارنة بالعام 2010. ولكن يبدو أن الوضع في هذا
العام قد تغير نحو الأفضل، ما بعث الأمل عند خبراء صناعة السياحة في روسيا.
تقول السكرتيرة الصحفية لاتحاد صناعة السياحة الروسي إيرينا تيورينا "إن
من الصعوبة الآن التكهن بما سيكون عليه الطلب على البطاقات السياحية إلى
المنتجعات المصرية. وهذا الطلب ، بالطبع، لايقارن بما كان عليه قبل سنتين.
ومع ذلك ثمة تحسن في هذه العملية".
مشكلات مصرية
يبين
الموسم السياحي للعام الماضي أن المواطنين الروس لا بديل لديهم حتى الآن
عن الشواطئ المصرية. فالمنتجعات المصرية ، من حيث الأسعار ونوعية الخدمة،
لا تزال متفوقة على منافساتها.
يعزو خبراء الصناعة السياحية الروس
الزيادة التي طرأت على عدد السياح إلى مصر هذا العام إلى الهدوء النسبي
الذي تشهده مصر على أبواب الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها في
أيار/ مايو المقبل. وفضلا عن ذلك ، كما يلاحظ الرئيس النظير لنادي حماية
السياح رومان بوبيليوف ، فقد اقتنع الكثيريون بأن الاضطرابات في ميدان
التحرير بالقاهرة لا تمس منتجعات الغردقة وشرم الشيخ، هذا مع العلم بأن
المواطنين الروس الذين يعيشون في مصر ليسوا على درجة كبيرة من التفاؤل.
تقول مواطنة روسية تسكن في شرم الشيخ إن الجميع يشعرون بالقلق من احتمال
فوز الإسلاميين في الانتخابات الرئاسية. لقد وعد "الإخوان المسلمون" تخصيص
أقسام من الشواطئ (بلاجات) للرجال وأخرى للنساء، وهذا ما سينفر ، بالطبع،
العديد من السياح. أما أكثر من يدعو للتخوف هنا ، فهو أن لا تتمكن السلطات ا
لجديدة من التعامل مع البدو الذين يتصرفون في الآونة الأخيرة بوقاحة
ملحوظة. والمقصود بذلك الحوادث المتكررة لهجمات قبائل بدو سيناء على السياح
والمنشآت السياحية. وآخر مثال على ذلك هو المحاولة التي قام بها بعضهم
أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي للاستيلاء على مجمع "أغوا صن" السياحي
القريب من شرم الشيخ . وآنذاك لم يتسن إخراج البدو من المجمع، إلا بعد دفع
فدية كبيرة ، كما تقول الشائعات. غير أن الاشتباكات الصغيرة باتت أمرا
مألوفا في سيناء، ولو أنها لا تمس حتى الآن المنطقة السياحة باضرار جدية.
ويرى
الخبراء أن تزايد نشاط البدو مرتبط بانهيار منظومة الأمن في عهد مبارك ،
حيث كان البدو القريبون من المنطقة السياحية يحصلون على إعانات مالية من
الحكومة، كما لو أنها بدل إيجار الأرض التي تقع عليها البنية التحتية
للمنشآت السياحية. وبالإضافة إلى ذلك ، كان البدو يحصلون على مداخيل من
المشاركة في عمل القطاع السياحي. اما الآن فإن هذه المنظومة تتعرض للتفكك
لأن الحكومة تنقصها الموارد المالية والقوى اللازمة للسيطرة على الوضع في
المناطق السياحية ومنطقة الدلتا ذات الكثافة السكانية العالية.
تونس الأمل
وبالمناسبة
يمكننا القول إن تونس تقدم مثالا على أن التنبؤات المتشائمة قد لا تتحقق.
لقد كان التونسيون أول من ثار لإسقاط السلطة في بلدهم، وبذلك أرسوا الأساس
"للربيع العربي". ومع ذلك، وحتى بعد انتصار الإسلاميين التونسيين لم تتحول
تونس إلى أفغانستان من نوع ما. يلاحظ السفير الروسي لدى تونس أليكسي
بودتسيروب أن ذلك يعود إلى أن حزب النهضة ابتعد في الكثير من الأمور عن
المواقف الراديكالية السابقة. "كما لا ينبغي إغفال أن المجتمع التونسي
"متغرب" بقدر ما. وفيه طبقة وسطى ، وقوى مؤثرة قادرة على مواجهة الأصولية".
ويرى
الخبراء أن مصدر القلاقل المحتمل في تونس يتمثل فقط في العمليات الجارية
في ليبيا المجاورة، حيث بعض المناطق تعلن عن استقلالها الذاتي عن السلطة
المركزية. وتجدر الإشارة إلى أن الموسم السياحي للعام الماضي في تونس تضرر
تحديدا بسبب تدفق اللاجئين الليبيين الذين اتخذوا من تونس معبرا لهم إلى
اوروبا.
ما العمل ؟
الخبراء
الذين التقتهم الصحيفة ينصحون السياح الروس ممن قرروا الاستجمام في
المنتجعات المألوفة أن يطلعوا على القواعد التي لا بد من مراعاتها. فعلى
المسافرين للراحة في مصر الامتناع عن زيارة القاهرة، وعن إغراءات "الفرجة"
على التجمعات الحاشدة أو غيرها من الفعاليات السياسية الجماهيرية ، خاصة
وأن بوليصة التأمين السياحية لاتأخذ بالاعتبار اية اضرار قد تلحق بالسائح
نتيجة وجوده في مظاهرة سياسية على سبيل المثال. وتنصح إيرينا تيورينا
السياح المتوجهين إلى مناطق مضطربة بالاستفادة من خدمات شركات السياحة
الكبرى المعروفة التي لها خبرة طويلة في العمل.
المصدر : صحيفة "نوفيه إيزفيستيا"
الكاتب : ألينا بشيروفا ، قسطنطين نيقولايف
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى